دأب الذين يحاربون الله ورسوله على قتل الديانة في قلوب أبناء الأمة الإسلامية .. قاموا بهذا بإيعاز من كبرائهم من عباد الصليب وأبناء الهيكل والمستشرقين من كل مكان .. فعمدوا بشتى الطرق والسبل لكي يبعدوا الأمة عن ربها ورسولها وقرآنها وسنة نبيها، فإنهم لم يجدوا سبيلًا على أمة الإسلام العظيمة إلا بالمؤامرات والمخططات الخفية وكيد الليل والنهار .. ولعل من طرق محاربة أهل الباطل لأهل الحق إغوائهم إيقاع الغرور في أنفسهم وجعلهم كالمتشبع بما لم يُعطَ .. فأخذوا يقنعون الشعوب الإسلامية بامتلاكهم بعض الصفات وبعض طرق الفهم والإدراك السديدة، وهم قد سُلبُوها على الحقيقة .. وما وصل حال الأمة الإسلامية إلى تلك الحال المتردية إلا بفقدها لتلك الصفات الإيمانية والإدراكات الفقهية .. فقام أهل الضلال بإفساد معنى الديانة وتحريف معناها الحقيقي عن موضعه، ثم أقنعوا الشعوب الإسلامية بأنهم على رسم العبودية والديانة الصحيح والحقيقي، وأن ما عدا ذلك فهو آفة توصف بالتشدد تارة وبالإرهاب أخرى وبعدم الفهم ثالثة .. ومن ثم ظنّ كثير من المسلمين أنه لا ينقصهم لتمام ديانتهم شيء .. ومن ثم كان السقوط الحقيقي .. فنحن هنا نضع أيدينا على الداء مع كشف الشبهات ووصف الدواء بما تيسر .. والله المستعان وعليه التكلان . أبو طلحة المرابطي